تحدث الدكتور ابو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بمشيخة الازهر الشريف عن علامات حسن الخاتمة ومواقف معينة تحدث بعد الموت يراها الأحياء دلالة على حسن خاتمة يتم
و قال سلامة: "لا شك أن التفاؤل من الإسلام وقد حث عليه خير الأنام ﷺ فقد أخرج البخاري في صحيحه في كتاب الطب عن أبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ " لاَ طِيَرَةَ وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ قَالُوا وَمَا الْفَأْلُ قَالَ الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ".
وأضاف سلامة" لو سمع إنسان كلمة طيبة أو بشرى طيبة فله أن يفرح بها ويستبشر"
وأوضح الباحث الشرعي أن هذا لا يعني أبدًا أن نجزم بأن إنسانًا يدخل الجنة أو يختم له بخير إن سمع أحد آية بعد وفاته، بل يعني أن ندعو له بالمغفرة والرحمة والدرجات العلا من الجنة، وأن نكثر من أعمال البر والإحسان والصدقة عنه؛ لعل الله يتقبل منه صالح عمله ويتجاوز عنه.
وأشار سلامة إلى أن الله- سبحانه وتعالى- قد أخفى عنا مصير المتوفى لحكم لطيفة؛ منها أنه لو أيقن الشخص أنه ناج سيكسل عن العمل ويصاب بالعجب، وإن تأكد أنه معذب فإنه سيزداد بعدًا وذنوبًا، ولذلك كان من رحمة الله إخفاء الخواتيم.
وأوضح الباحث الشرعي بالأزهر أن هناك بعض العلامات التي قد يستدل بها على حسن الخاتمة وهي مختلفة تمامًا عن تصورات بعض الناس ومن علامات حسن الخاتمة:
1-الموت يوم الجمعة أو ليلتها.
مستشهدا في ذلك بما ورد، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النبي ﷺ قَالَ: "خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ في يَوْمِ الْجُمُعَةِ" وفي الحديث عن النبي ﷺ: "ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر" [أخرجه الترمذي] ولا يعني ذلك أن كل من مات يوم الجمعة ينجو ولكن هذه أيضًا من البشريات.
2-أن يكون آخر كلام الإنسان في الدنيا ذكر الله تعالى وخصوصًا النطق بالشهادتين.
مستشهدا في ذلك بما أخرجه الإمام أحمد في مسنده قَالَ رَأَى عُمَرُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ ثَقِيلاً فَقَالَ مَا لَكَ يَا أَبَا فُلاَنٍ لَعَلَّكَ سَاءَتْكَ إِمْرَةُ ابْنِ عَمِّكَ يَا أَبَا فُلاَنٍ قَالَ لاَ إِلاَّ أَنِّى سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا مَا منعني أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهُ إِلاَّ الْقُدْرَةُ عَلَيْهِ حَتَّى مَاتَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ إني لأَعْلَمُ كَلِمَةً لاَ يَقُولُهَا عَبْدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ إِلاَّ أَشْرَقَ لَهَا لَوْنُهُ وَنَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَتَهُ قَالَ فَقَالَ عُمَرُ إني لأَعْلَمُ مَا هي، قَالَ: وَمَا هي قَالَ تَعْلَمُ كَلِمَةً أَعْظَمَ مِنْ كَلِمَةٍ أَمَرَ بِهَا عَمَّهُ عِنْدَ الْمَوْتِ: (لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) قَالَ طَلْحَةُ صَدَقْتَ هي وَاللَّهِ هي".
5- استشهاد الإنسان وهو يدافع عن دينه أو عرضه أو وطنه.
مستشهدا في ذلك بما رواه مسلم عن النبي ﷺ قال: (رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان).
تعليقات
إرسال تعليق